زاهر رضي الله عنه

كان زاهر رجلاً بدوياً دميماً لم يرزقه الله من جمال الوجه ما يغبطه عليه الناس ،بل إن العين كانت لا ترتاح إلى النظر إليه بل إنها تنفر من متابعة التفرّس في تقاسيم وجهه. و لقد أضيف إلى ذلك لون بشرته القريب من السواد، و صوت نبرته التي لا تسرّ السامع ، بالإضافة إلى رثاثة ثيابه و جميع أحواله !!

كيف أسلم زاهر؟

سمع زاهر برسول الله ، و أنه يدعو إلى الهدى و الخير ، و يعرّف الناس بالله و بدينه الذي يرتضيه لعباده فاستأذن أباه أن يذهب إليه و يستمع منه ، فنهاه عن ذلك ، و قال له :يا بني أنّى لك أن تظفر بالجلوس إليه و الاستماع إليه ، و أنى لك أن يقبل عليك و يهتم بشأنك ؟! لكن زاهراً قال له : دعني يا أبت أذهب إليه ، فلعلي أن أنال حظوة منه ، فإني سمعت عنه أنه متواضع ، يجلس إلى كل من قصده . و أقبل زاهر صباح يوم من الأيام على مدينة رسول الله فسأل عنه ، فقيل له إنه في حجرته ، و أتى زاهر حجرة النبي ،و طرق عيه بابها ، ففتح له رسول الله ، و رحّب به ، و أدخله إلى حجرته ، فقال له زاهر : اعرض عليّ يا نحند ما تدعو إليه ، فذكر له رسول الله الإسلام ، و دعاه إليه ، و تلا عليه القرآن، فما كان من زاهر إلا أن آمن من ساعته ، و مدّ يده إلى رسول الله مبايعاً على دينه ، ثم ودّع رسول الله منصرفاً إلى باديته .

كيف مضى زاهر رضي الله عنه في إسلامه ؟

أَحَبّ زاهر رسول الله حباً عظيماً ، و أصبح لا يدع زيارته في مدينته ، و كان في كل مرة يذهب فيها إلى المدينة لزيارة رسول الله و الاستما ع له و الصلاة خلفه، يحمل إليه طرفة من طُرَف البادية يهديها إليه ،و كان رسول الله يرحّب به و يزوّده إذا رجع بهدية أحسن من هديته .

موقف طريف ..



في يوم من الأيام أقبل رسول الله على سوق المدينة، فإذا بزاهر يبيع أشياء أحضرها معه من البادية،فأتاه عليه السلام من وراء ظهره ، ثم أمسكه و شدّه إلى جسمه، و زاهر لا يبصر من يمسكه ، فما كان منه إلا أن صرخ : أرسلني أيها الرجل .. من هذا ، و التفت زاهر برأسه إلى الوراء، فعلم أن النبي هو الذي يداعبه ، فجعل يلصق ظهره بصدر النبي عليه السلام، و هو مغتبط بذلك ، فرِح به أيّما فرح .!! و نادى رسول الله : " من يشتري العبد " ، فصاح زاهر :إذن و الله يارسول الله تجدني كاسداً ،لكن النبي المحبّ الرحيم الكريم ، أجابه على مسمع من أصحابه : " لكنك عند الله لست بكاسد ... إنك عند الله غال " سُرّ زاهر أيما سرور بما سمع ، و أعجبه أن يبشره رسول الله بهذه البشارة التي تعدل الدنيا و ما فيها ، و أقبل على رسول الله و قد أطلقه يقول له : جزاك الله عني خير الجزاء يا رسول الله ، فقد أسعدني الله بك في الدنيا ، و أرجو منه سعادة الآخرة . أحب رسول الله زاهراً لصدق إيمانه ، و صفاء نفسه ، و دماثة خلقه ،و و كان يقبل هداياه التي كان يأتيه بها من البادية ، و يثيبه عليها بأحسن منها ، و يقول عنه :" زاهر باديتنا ، و نحن حاضرته ".

يلا بدي تفااع ــل

مشكووووووووووووورة عالقصة

يسلمووووو ع الرد والتفاآع ـل